انعقاد الاجتماع التشاوري للجنة الجهوية للسلامة الطرقية بجهة سوس ماسة: استراتيجية جديدة للحد من حوادث السير بالمغرب
انعقد يوم الأربعاء 11 شتنبر 2024 بمقر ولاية جهة سوس ماسة اجتماع اللجنة الجهوية للسلامة الطرقية برئاسة السيد سعيد أمزازي، والي الجهة، وبحضور السيد بناصر بولعجول، المدير العام للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية. يأتي هذا الاجتماع في إطار تنفيذ مقتضيات المرسوم رقم 2.04.266 المنظم لعمل اللجان الجهوية، وذلك بهدف تعزيز استراتيجية السلامة المرورية بجهة سوس ماسة وتحسين مؤشرات السلامة على الطرق.
مشاركة واسعة لتعزيز السلامة الطرقية في جهة سوس ماسة
شهد اللقاء حضورًا مميزًا للعديد من الشخصيات البارزة والفاعلين في مجال السلامة الطرقية، بما في ذلك:
السادة عمال عمالات وأقاليم الجهة.
نائب وكيل الملك لدى محكمة الاستئناف.
نائب رئيس محكمة الاستئناف.
القائد الجهوي للدرك الملكي ووالي أمن أكادير.
القائد الإقليمي للوقاية المدنية وممثل القائد الجهوي.
رؤساء مجالس العمالات والأقاليم بالجهة، بالإضافة إلى ممثلي الجماعات الترابية والمجتمع المدني.
كان الهدف من هذا الاجتماع هو تعزيز التنسيق بين مختلف المتدخلين لتحسين السلامة المرورية في جهة سوس ماسة، وذلك من خلال تبادل الأفكار ومناقشة البرامج الجديدة التي تهدف إلى تقليل عدد حوادث السير.
استعراض إنجازات المخطط الجهوي للسلامة الطرقية لسنة 2023
خلال الاجتماع، قدم السيد المدير الجهوي للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية عرضًا مفصلًا حول تقييم المخطط الجهوي للسلامة الطرقية لجهة سوس ماسة وكلميم وادنون برسم سنة 2023-2024. واشتمل العرض على عدة محاور مهمة:
- تقييم المخطط الجهوي للسلامة الطرقية لعام 2023.
- مؤشرات السلامة الطرقية: مقارنة بين سنتي 2023 و2022 مع السنة المرجعية 2015، التي تشكل الأساس للاستراتيجية الوطنية المندمجة للسلامة الطرقية.
- الإحصائيات المؤقتة لسنة 2024: تحليل المؤشرات الأولية للحوادث المرورية خلال الأشهر الأولى من السنة.
- إحصائيات حوادث السير خلال فترة الصيف: مقارنة نتائج سنة 2024 بسنة 2023.
ارتفاع حوادث السير ومؤشرات السلامة في جهة سوس ماسة
أظهرت الإحصائيات المقدمة خلال الاجتماع وجود ارتفاع ملحوظ في حوادث السير خلال سنة 2023 مقارنة بالسنة المرجعية 2015:
ارتفاع نسبة الحوادث بنسبة 42.8% خلال سنة 2023.
زيادة عدد القتلى بنسبة 5.1% مقارنة بسنة 2015.
تسجيل ارتفاع حاد في عدد القتلى بالمجال الحضري بنسبة 105.7%.
انخفاض ملحوظ في عدد القتلى خارج المجال الحضري بنسبة 44.4%.
أصناف الحوادث المرورية الأكثر شيوعًا
أظهرت البيانات أن بعض الفئات هي الأكثر تضررًا من حوادث السير، خاصة الدراجات ثنائية وثلاثية العجلات، حيث تشكل نسبة 48.6% من الحوادث بالمجال الحضري و46.5% خارج المجال الحضري. كما سُجِّلَت نسبة عالية من الحوادث التي تتورط فيها مركبة واحدة بنسبة 27.9% داخل المجال الحضري و28.4% خارجه. أما الراجلون، فيشكلون نسبة 24.2% من الحوادث داخل المدن.
تحديات السلامة الطرقية خلال الفترة الصيفية لسنة 2024
أظهرت الإحصائيات المؤقتة للفترة الصيفية من سنة 2024 زيادة في عدد الحوادث المرورية مقارنة بسنة 2023، حيث تم تسجيل 2005 حوادث أدت إلى وفاة 74 شخصًا. يعكس هذا الارتفاع تحديات كبيرة تواجهها جهة سوس ماسة في تحسين السلامة الطرقية، خاصة خلال فترات الذروة مثل فصل الصيف.
مناقشة التدابير والحلول المستقبلية لتحسين السلامة الطرقية
تميز الاجتماع بنقاش جاد بين مختلف الحاضرين، حيث اُقْتُرِحَت مجموعة من التدابير لتحسين الوضع المروري. أُكِّد ضرورة تنفيذ مشاريع جديدة ومبتكرة تشمل:
تحديث البنية التحتية للطرق لتحسين السلامة المرورية.
تعزيز حملات التوعية الموجهة لمستعملي الطريق، وخاصة سائقي الدراجات النارية والمركبات الثقيلة.
تفعيل برامج الرقابة الصارمة لتطبيق قوانين السير بفعالية أكبر.
اقتراح إجراءات تقنية مثل تحسين إشارات المرور وتعزيز الرقابة على السرعة.
استنتاجات وتوصيات لتعزيز السلامة المرورية في المستقبل
خلص اللقاء إلى أن تحسين مؤشرات السلامة الطرقية يتطلب تكامل الجهود بين مختلف الفاعلين، سواء كانوا مسؤولين حكوميين أو ممثلي المجتمع المدني. اُتُّفِق على ضرورة تعزيز التعاون وتفعيل المشاريع المقترحة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة برسم سنة 2024-2025.
وفي الختام، أُكِّد أن تحقيق تقدم في السلامة الطرقية لا يتوقف فقط على تطوير البنية التحتية، بل يتطلب أيضًا تغيير السلوكيات على الطريق وتعزيز الالتزام بقوانين السير.